info@binbazfoundation.sa

البريد الالكتروني

966114354444

الهاتف

ابن باز والأمير سلطان كتبه أحمد بن عبدالعزيز ابن باز

إن العلاقة بين العلماء والأمراء، بين علماء الأمة والقادة من آل سعود هي علاقة تاريخية امتدت قرونا، تأسس عليها هذا الكيان العظيم، علاقة محبة وتواصل، علاقة علم وعمل مبنية على الكتاب والسنة، عمل بها الآباء وأورثوها للأبناء كابرا عن كابر في جميع حقب الدول السعودية. وعليها قامت الدولة السعودية الحديثة على يد مؤسسها وباني كيانها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فقد قرّب العلماء وتواصل معهم وأوصى بذلك أبناءه من بعده، وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز خير مثال على ذلك، فقد كان لا يدع مناسبة عامة أو غير عامة إلا وزار والدنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وتواصل وتباحث معه وسأل عن حاله، حتى في مواسم الحج وزحمة الطرق وكثرة الحجيج كان سموه لا يتردد في زيارته في عيد الأضحى للسلام عليه رحمه الله في مخيمه في منى والاطمئنان على صحته والتباحث والتشاور معه في كل ما يهم الأمة. لم يترك سموه ذلك طيلة حياة الشيخ رحمه الله، كان آخرها في مكة في حج عام 1418هـ آخر حجة لسماحة الوالد رحمه الله، إن التواصل مع العلماء هو ديدن آل سعود وهو تأكيد على أن هذه الدولة وهذا الكيان إنما هو مبني على العلم والعمل، على الكتاب والسنة لا مجاملة في ذلك ولا محاباة ولا نفاق. أما الحديث عن الجوانب الخيرية للأمير سلطان والإنسانية فحدّث ولا حرج. فبحكم قربي من سماحة الوالد رحمه الله ومعرفتي بشيء يسير مما كان بينه رحمه الله وبين سموه فقد كان سمو الأمير سلطان نهرا لا ينقطع وبحرا لا ساحل له في بناء المساجد والمدارس وإنشاء الديار والمنازل للأرامل والمعوقين والمحتاجين وعلاج المرضى وتوزيع الصدقات ودفع الزكوات ما لا يحصيه ولا يعلم سره إلا الله سبحانه وتعالى. ومؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية التي يرأس مجلس أمنائها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله هي امتداد لذلك الوفاء واستمرار لذلك النهر من العطاء حبا في الخير ورغبة في النفع العام. حفظ الله سموه وألبسه ثوب الصحة والعافية وأمتعنا بحياته.