أقامت مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية برنامجها الموسمي العلمي لتأهيل وتدريب دعاة الجاليات في الحج، وتوزيع الكتب للعام الثامن على التوالي 1440هـ بالتنسيق مع الجامعات السعودية في هذه البلاد المباركة ـ المملكة العربية السعودية ـ من خلال توفير فرص المشاركة التطوعية، والتدريب لطلاب المنح الدراسية؛ لتطبيق ما تعلموه من العلوم الشرعية بخدمة الحجاج من جنسياتهم وتوزيع الكتب العلمية عليهم وتكريم رموزهم، استمراراً لعطاءات واهتمامات سماحة فقيد الأمة الشيخ عبدالعزيز بن باز "رحمه الله" ، وعنايته الخاصة بخدمة إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
حيث يبدأ البرنامج سنوياَ كالمعتاد بدورة علمية وتدريبية لنخبة مختارة من طلاب الدراسات العليا والمرحلة الجامعية (المتطوعين) بالتنسيق مع الجامعات السعودية؛ لتأهيلهم وتدريبهم دعوياً، يقدِّمها لهم عدد من أصحاب الفضيلة العلماء في الجانب التأصيلي، وقد تشرفت المؤسسة خلال المواسم الماضية بمشاركة كل من : ] فضيلة الشيخ العلامة / عبدالرحمن البراك، ومعالي الشيخ / أ. د. عبدالله المطلق، وفضيلة الشيخ / عبدالعزيز ابن قاسم، وفضيلة الشيخ / د. عمر العيد، وفضيلة الشيخ / د. عبدالعزيز السدحان، وفضيلة الشيخ / أ. د. سليمان الحبس [ وفي هذا العام تلقى الطلاب دورة علمية تدريبية في (فقه الدعوة ومهاراتها في الحج) قدمها أستاذ الدعوة والاحتساب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. عبدالمحسن الباز، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات العلمية والشرعية على يدي بعض أهل العلم الذين تيسّرت استضافتهم في موسم حج هذا العام 1440هـ .
وفيه تشرفت المؤسسة بمشاركة أكثر من (170) مترجماً من الطلاب المتطوعين للتدريب وتوزيع الكتب من ( 53 ) دولة من دول العالم، وهم طلاب علوم شرعية يدرسون في عدد من الجامعات السعودية التي جرى التنسيق معها لتدريبهم ميدانياً واستثمار طاقاتهم ومعارفهم وإمكاناتهم في الترجمة وتوزيع كتب سماحة الشيخ "رحمه الله"، وقد بذل هؤلاء الدعاة مشكورين مأجورين جهوداً مباركة في خدمة حجاج دولهم وتبصيرهم بأمور دينهم من خلال الترجمة ومن خلال تزويدهم بالكتب النافعة "زادهم الله توفيقاً وتسديداً وكتب لهم الأجر والمثوبة" .
كما إن المؤسسة درجت منذ البداية بعد ترشيح الطلاب المتطوعين واجتيازهم الدورة التأهيلية في الرياض على استقبالهم في مقرها المهيأ في مكة، الذي خصص كالمعتاد مركزاً للتوجيه المستمر للمتطوعين طوال فترة الحج ، حيث يقيم فيه مشرفوا البرنامج .
ويقيم الطلاب المتطوعون غالباً في مخيمات بلدانهم؛ ليخدموهم ويصاحبوهم في المناسك، ويترددون على مقرّ المؤسسة لأخذ الكتب التي ترجمت بلغات بلدانهم لتوزيعها على الحجاج من بني جلدتهم، وكذلك ينقلون دعوة المؤسسة للنخب من علماء ودعاة بلدانهم المشاركين في الحج ويصطحبونهم ليزوروا مقر المؤسسة؛ لتتشرف المؤسسة بتكريمهم وضيافتهم ، تعميقاً للدور الذي كان يقوم به سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز "رحمه الله" في تكريم أهل العلم والدعاة من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة وأن مقر المؤسسة مهيأ ليكون صالون استقبال للضيوف، ومعرضاً لتراث الشيخ العلمي، ومقراً للجنة المشرفة على المشروع؛ ليتولوا الدعم والتوجيه والإرشاد الدائم للطلاب المتطوعين، ومصاحبتهم أحياناً إلى مخيمات بلدانهم، وإقامة حفل للمعايدة في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة في مقر المؤسسة لجميع المتعاونين .
وقد رافق المشروع ــ بفضل الله تعالى ــ منذ بداياته إعداد كتيب خاص بالمشروع من علوم الشيخ "رحمه الله" يتضمن ( مسائل في العقيدة، وكيفية الطهارة بالصور، وهيئات الصلاة بالصور، ومنسك سماحة الشيخ التحقيق والإيضاح، وما جمعه "رحمه الله" مما صح من الأدعية والأذكار )، وقد تُرجم الكتيب بثمان لغات ( الانجليزية والفرنسية والأردية والإندونيسية والتركية والبنغالية والأمهرية والهوساوية )، والترجمة في ازدياد في كل موسم ــ بفضل الله تعالى ــ، ويتم توزيع عشرات الآلاف من كل لغة في كل موسم، منها ومن بقية كتب سماحة الشيخ "رحمه الله "، وذلك بالتنسيق مع عدة جهات منها وزارة الشؤون الإسلامية ورئاسة الحرمين الشريفين وغيرها، بعد فسح جميع ما يتم توزيعه في الحج كالمتبع من وزارة الإعلام ومن وكالة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لشؤون المطبوعات والبحث العلمي .
وتختتم فعاليات البرنامج عادة بحفل تكريمي للدعاة برعاية سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ـ المشرف العام على النشاط العلمي للمؤسسة ـ أو من ينيبه، وبحضور أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء اللجنة العلمية ولفيف من أصحاب الفضيلة والسعادة من المشايخ والمسؤولين والرعاة وحلفاء النجاح .
وقد تكلّل البرنامج "ولله الحمد" بالنجاح ، محققاً الأهداف التي رسمت له "فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"، ونسأل الله عزوجل أن يجزي كل من أعان المؤسسة في القيام بأعمالها العلمية والدعوية ونخص بالذكر ولاة أمر هذه البلاد المباركة "سددهم الله" ، وكل من شارك، وأن يجعل كل علم نافع وعمل صالح تقوم به المؤسسة في ميزان عمل الجميع، وأن يجري أجره على سماحة شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .